"عيدُ الغدير "نصٌ يكسر حدود الصمت

ما أحلى شمسك يا هذا اليوم حين تدغدغنا فيك أحاسيس جميلة وتسحرنا قيثارة الوحي تشدو بقصيدة رائعة تكاد تكتمل «لولا العابثين» ، تغني فيها الجداول والخمائل والحمائم بالخلود .. تتعطر بها زهور الأرض وتغرد على ألحانها الطيور وتسير فوقها الياسمينات اليانعة ..
تتماهى فيك أفياء وظلال حين جمعت المصطفى وعلي وشعاع الشمس يصدح فوقهما ،، والملأ يبارك وقوفهما لتغمر أنفاس الهجير لفحة تُطيب الأجواء بلطفها وتغشى القلوب ببهجتها.. بخطبة تنطق بأمر الله ، «ألا من كنت مولاه فهذا عليٌ مولاه».
ما أحلاك يا عيدٌ ثالث لنا .. تبهجنا بسحرك وتأسُرنا بهواك .. ويغمرنا عالم جمالك بقصائد قدسية ينشدها الوحي وعلى ضوئها ترتسم دوائر النور لأهل الأرض ..
تتساقط خائبة تلك الأحقاد مذعورة ليتعالى صوت الحق بالتكبير فتهتز من أصداءه أركان الصحراء ،، يلملم الباغي أجزاءه معها وتندحر خائبة كل محاولاته الفاشلة لتغييرك ..
ما أحلاك وأحلى شمسك .. ما أحلاك وأحلى عيدك .. ما أحلاك وأحلى ذاك الغدير الذي عرفت به واستوطنه الحدث العظيم ليشهده العالم كله .. حدث الوحي والتبليغ واكتمال الدين «غدير خُم»..
رفلت في بهجتها مسرورة صفحات الغدير ذاك اليوم وكانت نسمات الهواء تخطها بنغم ،، فترقرقت أمواجه بانعكاس وضيئ مع ضوء الشمس الساطع وهي تترنم بخطاب الرسول ومعه علي .. يدنيه منه .. يصافحه .. يرفع كفيه.. يشير إليه بالإمارة والولاية عندما وقفت الحشود خاضعة لأمر الله فرحة به تصافحه وتبارك له بإمرة المؤمنين .. «بخٌ بخٌ لك يا علي»
فما أحلاك فيها من أمير وما أسعدها بك من إمارة تغسل عينها بالنور حين تتوج فوقها .. منصوصٌ عليك بنصٌ من النبي ..
نصٌ ترسمه نظراته على الأفق وهو يودع الحياة .. نصٌ يكبر حين ترتقي روحه السماء ،، نصٌ يدعو الإنسانية لتجمع نفسها من جديد وتشحذ قوتها .. فتغتسل من طباع وعادات بليدة كانت تسكنها ،، تُرْقِِّص داخلها صفات العظمة والغرور بجنون طاغٍ يأسرها .. يجمعها .. يبعثرها .. يكبلها و .. يعيق خطواتها ..
نصٌ يدعوها لتهرول بكل سرعتها للخلاص من قيودها .. فتكسر به حدود الصمت وتعبر من خلاله آفاق أوسع حتى تقترب من الفهم .. ذاك الفهم الذي يؤدي بها إلى اليقين والذي هو نعمة من نور الإله.
via منتديات اميرات العراق :: PRINCESSESIRAQFORUM :: http://www.lluull.net/vb/showthread.php?t=99792&goto=newpost