تحولت مدرسة في بريتوريا إلى مركز لاستقبال المراهقات الحوامل اللواتي غالبا ما تنبذهن المؤسسات الأخرى، وهي تسعى إلى توفير تدريب لهن وضمان مستقبلهن.
وتعد مدرسة "بريتوريا هوسبيتل سكول" وهي مدرسة عامة فتحت أبوابها في الخمسينيات وكانت في الأصل مخصصة للأولاد المرضى المؤسسة التعليمية الوحيدة من هذا النوع في جنوب افريقيا.
وهي تقع في وسط العاصمة وتضم 108 تلميذات من مراهقات وشابات حوامل بالكاد يبلغ بعضهن الثالثة عشر من العمر.
وشرحت مديرة المدرسة رينا فان نيكرك التي رفضت أن تتحدث التلميذات مع الصحافيين "يقضي الهدف من هذه المؤسسة بألا تفوت الفتيات تحصليهن العلمي بسبب حملهن".
وتسمح هذه المؤسسة التي تتبع المناهج التعليمية المعتمدة في المدارس العامة الأخرى للتلميذات بالتوقف موقتا عن الدراسة خلال فترة الولادة قبل إلتحاقهن مجددا بالصفوف.
وهذه المرونة هي نادرة من نوعها في بلد لا يتمتع بقوانين واضحة في هذا الخصوص وتعتمد فيه كل مؤسسة تعليمية قوانينها الخاصة وتقوم أغلبيتهن باستبعاد المراهقات الحوامل.
لكن من الممكن أن يتغير الوضع، إذ ان المحكمة الدستورية ألزمت الشهر الماضي مؤسستين بإعادة النظر في نظامهما الداخلي الذي ينص على طرد التلميذات في حالة الحمل.
وقد أثارت هذه المسألة جدلا في جنوب افريقيا التي تسجل نسبة مرتفعة جدا من حالات الحمل المبكرة مع 94 ألف مراهقة كانت في هذا الوضع في العام 2011، بحسب وزارة التعليم.
وكانت دراسة عن أنماط السلوك الخطيرة في أوساط الشباب نشرها مجلس الأبحاث الطبية في عام 2002 قد أظهرت أن مراهقة واحدة من أصل ثلاث تكون حاملا قبل التاسعة عشر من العمر.
لكن فكرة المؤسسة التعليمية المخصصة للحوامل لا تلقى استحسان جميع الاختصاصيين في هذا المجال. واعتبرت أنديل دوب مديرة جمعية "لوف لايف" المعنية بشؤون الشبيبة أن "هذا الحل ينظم طريقة التعامل مع حالات الحمل، لكنه لا يطلق أي تدابير وقائية".
وهي أضافت "يعني انتشار هذا النوع من المبادرات في البلاد أننا نجعل من الحمل حالة على حدة، ولا تحل المشكلة بهذه الطريقة".
أما رينا فان نيكرك مديرة "بريتوريا هوسبيتل سكول"، فهي أكدت "نوفر للمراهقات بيئة تسمح لهن بالدراسة في وضعهن الخاص، وهذا لا يعني أننا نشجع الحمل المبكر".
وهي لا تخفي الصعوبات المرتبطة بالتدريس في هذه الظروف، وتشدد على ميزة الصبر التي يتحلى بها المدرسون لمواجهة مشاكل التركيز والاضطرابات الصحية عند الحوامل.
وقد بدأت مدرسة "بريتوريا هوسبيتل سكول" باستقبال الشابات الحوامل في الثمانينيات عندما كان الحمل خارج إطار الزواج من المحرمات.
وشهد عدد التلميذات خلال السنوات العشر الأخيرة تقلبا وبلغ مستواه الأعلى في العام 2011 مع 134 تلميذة.
ويواصل معدل حالات الحمل المبكر ارتفاعه في جنوب افريقيا التي تضم 53 مليون نسمة، وذلك على الرغم من حملات التوعية الخاصة بالعلاقات الجنسية من دون وسائل حماية وخطر انتقال فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب "إيدز".
ويعزى غياب التقدم على هذا الصعيد إلى الصعوبات الاجتماعية والاقتصادية في بلد تبلغ فيه نسبة البطالة 25%.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، تسجل 95% من حالات الحمل المبكر عند مراهقات تتراوح أعمارهن بين 15 و19 عاما في البلدان النامية.
via منتديات اميرات العراق :: PRINCESSESIRAQFORUM :: http://www.lluull.net/vb/showthread.php?t=90910&goto=newpost





