الربيع الكاثوليكي

الربيع الكاثوليكي -
قد يتبادر الى الذهن عند قراءة العنوان ان المقصود هو التجديد والتغيير كما جرى في ثورات الربيع العربي التي غيرت واقع المنطقة وخريطتها ( طبعا الى الاسوأ برأي الشخصي )

رغم ان المعنى متقارب لكن بالتاكيد ليس المراد هو ثورات شعبية ولكن هو النظر بجدية الى حالة كنائسنا في العراق التي تحول قسم كبير منها الى مركز لادارة الشؤون المالية والممتلكات وابتعدت بشكل لافت عن الجانب الروحي وهو وظيفتها الاساسية ان لم يكن المطلوب ان يكون وظيفتها الوحيدة .

وقد ابرز قداسة البابا فرنسيس الاول هذا الجانب واهميته في تواضعه الشديد منذ لحضة انتخابه والامثلة كثيرة وميله الى الطبقات الفقيرة وعدم تمسكه ببعض المظاهر التي كانت تعد ركنا مهما من اركان المنصب العالمي .

وكأن البابا يوجه هذا الرسالة لرجال الدين عندنا او معظمهم حتى لا نتجنى على عدد منهم يولي مهمته الحقيقة اهتماما ويجعلها في مقدمة اولوياته ---







ان الفتور الذي يتاصل فينا سنة بعد اخرى وجيل بعد اخر سنقدم عليه حسابا --والتراخي الذي اصاب المؤسسة الكنسية في العراق ينهش في مستقبل الايمان المسيحي وبما لا نستطيع انكاره او تجاهله --وقد يقول البعض ان رجال الدين هم رموز لا يجب المساس بهم او انتقادهم باي شكل من الاشكال --او يردد اخرون مقولة المسيح لاتدينوا كي لا تدانوا --او ان الشعب ايظا يتحمل مسؤولية كبيرة --هذا الكلام يصح لو كانت المؤسسة الدينية عندنا قد التزمت بالجانب الروحي فقط ولكنها ما دامت تصدت لجوانب اخرى اقتصادية وسياسية فعليها ان تتحمل النقد كما تنتقد الشخصيات العامة التي تعمل في هذا المجال .

لقد تحول الكهنوت عندنا الى وظيفة روتينية --تخضع لمنطق المجتمع وقد كان من المفترض ان يتجه المجتمع الى منطق الكهنوت --تقف الكنيسة بعيدة عن الاحداث التي يشهدها البلد --ولاتقدم حلولا ايمانية لما يتعرض المجتمع المسيحي من مشاكل او معوقات --يتعامل قسسنا وراهباتنا مع عموم الناس كما يتعامل الناس العاديون مع بعضهم البعض --فأين المثل الذي يجب ان يعطوه عن الاخلاقيات المسيحية المستقاة من المعلم الاعظم ؟ --

ا

كيف يقارنون التفاف الشعب حولهم ان وجد مع التفاف الشعب القبطي في مصر حول كنيسته التي تعيش يوميا احداث ماساوية لايمكن مقارنتها باي حال من الاحوال بوضعنا في العراق --لان ما يجري لنا هنا يجري على الكل --اما ما يجري في مصر فهو على الاقباط اكثر تاثيرا وايلاما --

الشعب القبطي لا يتمسك بحجر الكنيسة بل براعيها --الذي يخاطبها باللغة المطلوبة في هكذا مواقف اي لغة المحبة والتعلق بمسيحهم --اما نحن الذين نعيش نسبيا في بيئة اقل عدائية نحونا نفتقد الى الدليل في طريق الحياة سوى ما تقدمه لنا المواقع الالكترونية او برامج من هنا وهناك على الشاشات --

ليس الموضوع جديدا او طارئا ولكن مناسبة تولي البابا فرنسيس الاول وطريقته التي يتبعها منذ اللحضة الاولى اعطتنا سببا لاعادة تسجيل موقف التمني والتامل بان يتغير الحال حتى لا ينطبق علينا قول المسيح في سفر الرؤيا لاحدى الكنائس الفاترة ( سأتقيأك من فمي لانك لست لا حارا ولا باردا ) --

الربيع الكاثوليكي يجب ان ينبع من داخلنا --والجوع الروحي علينا اشباعه بكل الطرق الممكنة مادام اولي الامر بعيدين عن كل شيء --لنخرج من اطار التزمت القديم و صنم الاشخاص الذين يعطون لانفسهم الحق في تولي شؤونا لا تخصهم ولا يقبلون النقد ايظا متمسكين بكلمة قالها المسيح في الانجيل ( لان الفاعل مستحق اجرته ) ويتجاهلون ما يسبقها من كلام ( لا تحملو عصا ولاثوب ولا فضة ولا اي شيء لان الفاعل مستحق اجرته ) المعنى واضح ---ان الله سيدبر لكم ان اطعتم ولم تهتموا بشؤؤن العالم وهذا الكلام كان لتلاميذ يستعدون لرحلة تبشيرية يقدمون فيها الخلاص الذي اتى به معلمهم للعالم اجمع .






via منتديات اميرات العراق :: PRINCESSESIRAQFORUM :: http://www.lluull.net/vb/showthread.php?t=87169&goto=newpost